ARDA Foundation
مع تعمّق الأزمة الإنسانية في غزة، أدى انهيار منظومتها الصحية إلى حرمان الآلاف من السكان من الحصول على الرعاية الطبية الأساسية أو العلاجات المنقذة للحياة. فقد لحقت الأضرار البالغة بالمستشفيات والعيادات أو دُمّرت بالكامل، ووصلت إمدادات الأدوية إلى مستويات متدنية بشكل خطير، بينما يعاني الأطباء والعاملون في المجال الصحي من الإجهاد والضغط تحت وطأة العدد الهائل من الحالات. يواجه المرضى ذوو الحالات الطارئة، أو المصابون بأمراض مزمنة، أو من هم بحاجة لرعاية ما بعد الجراحة، ظروفًا شبه مستحيلة للبقاء على قيد الحياة.
استجابةً لهذا الوضع المتدهور، أطلقت مؤسسة ARDA مبادرة "جسر غزة الصحي" – وهي حملة تهدف إلى التعرّف على المرضى المحتاجين للعلاج وربطهم بالمؤسسات الطبية الدولية المستعدة لتقديم الرعاية اللازمة. هذه المبادرة، التي تنطلق من التزامٍ بتحقيق أثر طويل الأمد وتقديم رعاية محورها المريض، لا تهدف فقط إلى تلبية الاحتياجات الطبية العاجلة، بل تسعى أيضًا لبناء نموذج استجابة مستدام للأزمات المتكررة.
وضمن هذا المسعى، طوّرت ARDA ونشرت نظامًا رقميًا يتيح للأفراد في غزة تسجيل الحالات الطبية التي تستدعي المساعدة في الخارج. تُمكّن هذه المنصة المرضى أو أسرهم من تقديم المعلومات الضرورية، مما يساعد على تحديد أولويات الحالات الأشد حرجًا وتيسير التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية خارج القطاع.
فُتح باب التسجيل عبر النظام منذ مارس/آذار 2025، وكانت النتائج الأولية كما يلي
وردت هذه البيانات من مختلف أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك رفح، ومدينة غزة، وخان يونس، ودير البلح – وهي مناطق تضررت فيها الخدمات الطبية بشدة. توفر البيانات التي جُمعت رؤى جوهرية تساهم في بناء شراكات مع المستشفيات والمنظمات غير الحكومية، وفي التخطيط للمراحل القادمة من مبادرة "جسر غزة الصحي".
بوابة التسجيل لا تزال متاحة ويمكن الوصول إليها عبر الرابط التالي
هذا النظام لا يقتصر على كونه قائمة أسماء، بل هو نافذة تطل على واقع الطوارئ الصحية الحالي في غزة، ويمثّل جسرًا – بالمعنى الحرفي والمجازي – يربط المرضى المعزولين بعالمٍ لا يزال قادرًا على الوصول إليهم. كل حالة نتلقاها تزيد من عمق فهمنا للاحتياجات الحقيقية، وتعزز قدرتنا على المناصرة لإيجاد حلول قابلة للتوسع، بدلًا من الاكتفاء بالتدخلات الفردية والمؤقتة.
تُرسي مبادرة "جسر غزة الصحي" بالفعل سابقةً لشكل الاستجابة الصحية السريعة والإنسانية والمرتبطة رقميًا في مناطق الأزمات. وهي تعكس تحولًا من المساعدات المؤقتة نحو بناء أدوات يمكن للمجتمعات الاعتماد عليها – حتى في أحلك الظروف.
خلف كل رقم في تقريرنا، هناك وجه، وأسرة، وصراع من أجل البقاء. هناك أطفال حُرموا من أدوية لا غنى عنها لاستمرار حياتهم، وأمهات ينتظرن عمليات جراحية تتأجل مرارًا، وآباء يتعافون من إصاباتهم دون فرصة حقيقية للشفاء.
إن الشجاعة المطلوبة للتواصل وطلب المساعدة في ظل الحصار هي أمر استثنائي. هؤلاء المرضى لا يطلبون العون فحسب، بل يتجرؤون على التمسك بأمل أن يجد صوتهم من يسمعه.
بدعمك لهذه الحملة – سواء بالمشاركة، أو التبرع، أو مجرد نشر الوعي – تصبح جزءًا من هذا الأمل، وتصبح جزءًا من هذا الجسر.